ترددت كثيراً قبل أن أكتب هذا المقال ، الحذر يحاوطنى من كل إتجاه ، ردود الفعل المتوقعة والغير متوقعة يغل يدي عن الكتابة ، ويسيطر على عقلي ويكبله ما أتوقعه من أصحاب النفوس الخبيثه التى تتربص بجهل لكل صاحب رأى يخالف جهلهم ، لكنى كمن أخذ حبوب الشجاعه لكى يخوض غمار مايشبه بالمعركة ، مع أصحاب النفوس الضعيفه ، أو أصحاب العقول الضيقه ، أو من يتشدقون بالدين وهم ابعد ما يكونوا عن صحيحه .
دعونا أولا نرسي ونثبت مبدأ لا يدخله اى ريب أو شك ، أن كتاب الله محفوظ بتعهد من الله على ذلك ، ومهما جرت من محاولات لتغيير ذلك لن تنجح تلك المحاولات لحفظ الله لكتابه الكريم ، لكن دعونا نسأل هل الكتب التراثيه هى من عند الله ؟ هل ماكتبه السابقون من سيرة وحى من عند الله وتعهد بحفظه أم هو رأىيهم وفكرهم وبعض ممن نقلوه عن أسلافهم ؟
المشكلة يا ساده أننا أمام معضلة لابد من حلها ، لمصلحة المجتمع الاسلامى بالكامل وليس المجتمع المصري فقط، الم ننادي بتنقية وتحديث الخطاب الدينى ؟ الم يتم استدراك ذلك من قبل الأزهر ووزارة الأوقاف وتم التدخل بقوة لإصلاح وتحديث الخطاب الدينى ؟
دعونا نسأل أنفسنا أليس من العار علينا أن يتم اختصار الطب النبوى فى شرب بول البعير ؟ أليس من العار علينا أن نختصر مسائل الزواج فى الإسلام فى هل يتم زواج الفتاة فى سن دون العاشرة إن كانت تطيق النكاح ؟ .
دعونا نعترف أن هناك كثير من المفاهيم والاراء التى نسبت إلى صحيح الاسلام بها أخطاء عديده ، دعونا نعترف أن هناك أحاديث من نوعية الاسرائليات قد تم تداولها فى كثير من كتب السيره ، دعونا نعترف أن هناك طرق عديده لطباعة ونشر الكتب الدينيه والاجتماعيه دون المراجعه والتدقيق ، دعونا نعترف أن هناك الكثير من الأشخاص استغلوا غياب ممثلى الأزهر والأوقاف واعتلوا المنابر فى المساجد ومن بعدها المنابر الإعلامية المختلفة.
دعونا نعترف أن هناك تقصير جرى من أجهزة الدوله على اختلافها ومن أمثلة ذلك وزارة التربية والتعليم التى جعلت مادة التربية الدينيه ماده لا قيمة لها ، دعونا نعترف بأن الدين هو افيون الشعوب ، وأن من يريد أن ينفذ إلى مجتمع ما بفكره ومعتقداته عليه أن يدخل من باب الدين .
خاب وخسر من يظن اننى ادافع عن تلك الحركة التى سميت ( تكوين ) ، أننى ادافع عن مواجهة الفكر بالفكر ، عن عدم تخلى العلماء وما أكثرهم عن التصدى لأى فكر من شأنه هدم القيم الإسلامية الثابته والراسخه ، اننى ادعوا إلى تنقية ومراجعة الكتب الدينيه على السواء ، اننى ادعوا إلى بيان الصحيح من الذى تم تدليسه ، ادعوا إلى كشف الغث والسمين ، ادعوا إلى إظهار الحقيقة وإتباع السنن والسيرة الثابته ، ولا نتبع أصحاب الفكر التكفيري الارهابى ، لقد أتى علينا وقت جعلوا المجتمع ينقسم على نفسه لدرجة أنهم كانوا ينهون عن المعايدة على الأخوة الأقباط استناداً إلى أقاويل علماء كبار لهم مؤلفات وكتب تاريخيه فى السيرة ، الم يحدث هذا ؟
يا ساده يعلم الله أننى لا ادافع عن هذه الحركه ولا تربطنى بتلك الأشخاص المؤسسين لها أى رابطه ، أو أننى على اعتقاد بأفكارهم ، ولكنها دعوة منى لكل صاحب عقل مستنير أن نكون دعاة لبيان الصحيح والثابت قطعا من السيرة والفقه .
حفظ الله مصر وشعبها من كل الفتن وجعل أهلها دائما فى رباط إلى يوم الدين